بيان بمناسبة ذكرى الاستقلال ذاكرة ضد التزوير والتعذيب

بيان بمناسبة ذكرى الاستقلال
ذاكرة ضد التزوير والتغييب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين الأخيار
يمر علينا في الرابع عشر من شهر أغسطس ذكرى استقلال وطننا البحرين عن الإستعمار البريطاني الغاشم الذي لم يستطع أن يبقي سلطته الإستعمارية على شعب البحرين الأصيل بشيعته وسنته، وذلك للعقيدة الإسلامية والوطنية النصوحة لهذا الشعب الأصيل والملتزم بدينه ووطنيته، والتي تحرم التعاون مع المحتل والمستعمر . وقد ساعدت بريطانيا ـ ولازالت ـ قبيلة آل خليفة على بناء سلطة قبلية تحكم البلاد، فلم تكن لآل خليفة شرعية دستورية تخولهم حكم البلاد, وكانت أول محاولة لتصحيح العلاقة بين آل خليفة وبين الشعب هو دستور 73 العقدي، وهو الوثيقة الوحيدة التي تخولهم حكم البلاد، وذلك بعد خروج المستعمر البريطاني من البلد في الرابع عشر من أغسطس في العام 1971م، وتصويت الشعب بشيعته وسنته على عروبة البحرين واستقلالها عن إيران . إلا أن العائلة الحاكمة انقلبت على الدستور العقدي وعطلت الحياة البرلمانية الوليدة، وفرضت الحكم بالأمر الواقع لتكون لها السلطة المطلقة والتصرف في مقدرات الشعب بغير رقيب ولا حسيب كما بدؤوا أول مرة، ولا زال الحال على ما هو عليه إلى ساعتنا هذه.
وقد دأب آل خليفة على تغييب الرابع عشر من أغسطس للعام 1971م من ذاكرة الشعب, حيث يمثل هذا التاريخ خروج المستعمر البريطاني من وطننا الغالي، وتطلع شعب البحرين لحكومة شعبية دستورية حرة تنبثق من إرادة الشعب، وتلبي تطلعاته وطموحاته في الحياة الكريمة، وعمدت قبيلة آل خليفة إلى اعتبار 16 من ديسمبر ذكرى تنصيب الأمير عيدا وطنيا لشعب البحرين، في محاولة لربط الوطنية ومصير البلاد بالعائلة الحاكمة وليس بالحقوق والإرادة الشعبية.
إن التحالف الثلاثي (حق، الوفاء، الأحرار) يؤكد على اعتبار الرابع عشر من شهر أغسطس يوما وطنيا لبلادنا، بإعتباره تاريخ إنتهاء حقبة الإستعمار البريطاني البغيض، ويدين الإستفراد بالسلطة ونهب ثروات الوطن، ويحمل بريطانيا وأمريكا ـ الحليف الأكبر للعائلة الحاكمة ـ المسؤولية عن فرض الحكم بالأمر الواقع والتجاوزات والانتهاكات الخطيرة التي يرتكبها آل خليفة ضد أبناء الشعب، ويؤكد بأنه مستمر في الجهاد وتقديم التضحيات اللازمة من أجل إقامة نظام ديمقراطي يعبر عن إرادة الشعب، ويحترم خياراته، ويسعى معه في تطلعاته وتلبية آماله وطموحاته إلى العزة والحياة الكريمة، ويطالب السلطة بوقف سياساتها التدميرية ـ وعلى رأسها التجنيس السياسي الممنهج ـ وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان المظلومين، والإستجابة الفورية لكافة مطالب الشعب العادلة التي ينادي بها في فعالياته.
ونخاطب أبناء شعبنا المؤمن المحتسب المناضل : أنتم أبناء هذا البلد وأصحاب الحق فيه، وأنتم من رسمتم ماضيه، ومن سترسمون مستقبله، ولن تكون هذه الأرض لغيركم من الشعب البديل المستورد، ولن تُحكموا بدستور مستورد يكتبه مستكتب أو مرتزق، وعليكم أن تستلهموا من شهر رمضان المبارك معانيه في الصبر والإرادة والتحدي على طريق المثابرة والتضحية من أجل العزة والكرامة وتحصيل الحقوق، والإستعداد النفسي والروحي للمرحلة العصيبة القادمة، التي ستتطلب حضوراً وزخماً شعبياً كبيرا، ولن ترهبنا السجون والتعذيب، ولن يرهبنا القتل، فإن كرامتنا من الله عز وجل الشهادة .
صادر عن :
تيــــار الوفــــــــاء الإسلامي
حركة أحرار البحرين الإسلامية
حركة الحريات والدمقراطية - حق
بتاريخ : 4 / رمضان / 1431هج .
الموافق : 15 / أغسطس ـ آب / 2010م .