يبيعه كبار السن والأطفال
على رغم من جلوسه تحت أشعة الشمس لساعات طوال، إلا أنه يشدد على أن تجارة ما يعرف محليا ب"التوت القطيفي" تستحق العناء، ويعلل أبو أحمد جلوسه ب"الإقبال الكبير على شراء التوت"، وبخاصة أن سعره لم يتغير كثيرا عن العام الماضي، ما جعل الزبائن يقبلون على شرائه أكثر من السنوات الماضية.
ويرى أبو أحمد ( 65عاما) أن تجارة التوت الموسمية، والتي تبدأ مع بداية فصل الربيع من أفضل التجارات الموسمية، إذ تحظى بإقبال كبير، خصوصا أنها فاكهة تنتج محليا عبر أشجار التوت التي تنتشر في معظم مزارع القطيف لحد كبير.
ولا تعتبر تجارة التوت التي تنتشر في مناطق عدة من محافظة القطيف مقتصرة على كبار السن الذين يجلسون ب"شرحات التوت القطيفي" المباعة بعشرة ريالات، بل تشكل هذه التجارة مصدر دخل للأطفال ولطالبي العمل من الشبان..
وعلمت "الرياض" أن هناك أطفالا يفضلون بيع التوت على سواه من البضائع، إذ يمكنهم شراء البضاعة بسعر الجملة ( 8 ريالات للصندوق)، فيما يبيعونه بعشرة ريالات في الطرق التي يفضل الزبائن الشراء منها بدلا من التوجه لسوق الخضار المركزي في مدينة القطيف الذي لا يقصد، إلا لشراء كمية كبيرة من الفواكه والخضار.
ويعمد مزارعون لزراعة التوت وأشجاره التي تختلف أنواع ثمرتها حسب نوع الشجرة، فهناك التوت العربي، وهو الشائع في الأسواق، وهناك التوت الباكستاني الذي تكون ثمرته أطول من التوت العربي، وعلى رغم من انتشار أشجار التوت في المزارع، إلا أن المزارعين يمنعون أطفالهم من الاقتراب منه، ويفضلون قطفه حسب طقوس تظهر تقديرهم لهذه الثمرة التي تمتاز بفوائد غذائية كبرى، إذ يضعون أكياس البلاستيك في أسفل الشجرة، حفاظا على نظافته، ويقطفونه برفق شديد لئلا يذهب بريقه الأحمر.
إلى ذلك يعتبر ثمر التوت الأحمر من أفضل الفواكه التي تحافظ على صحة القلب وتنشيط الذاكرة، وتشير البحوث العلمية إلى أن التوت الأحمر يحوي كميات كبيرة من (phytochemicals)، وهي مادة موجودة في البرتقال الأحمر والفراولة والطماطم.
اللافت أن مختصين في التغذية في جمعية الفسيولوجيا الأمريكية يرون أن التوت الأحمر على وجه التحديد يحمل خليطا من مركبات كيميائية مفيدة ك"فلافونويد" و"بوليفينول"، إضافة إلى مركبات "آنثوسيانين" التي تعطي الثمار لونها الأحمر أو الأرجواني أو الأزرق، وتعتبر مضادات قوية للأكسدة، ما يعني أنها تقي لحد كبير من تشكل مرض السرطان في الجسم.