القراءة وعين الطفل
القراءة عملية معقدة لا تعتمد على الإبصار والإضاءة والتعليم فقط بل تتأثر أيضاً بصعوبة الموضوع ، أو غرابة الكلمات ، أو اللغة ومدى إلمام القارئ بها ، وطريقة الطباعة ، من حجم الحروف وأنواعها ونوع الورق المطبوع كما تعتمد على عمر الشخص ودرجة ذكائه ، وخبرته في القراءة.
وأثناء القراءة تتحرك العينان ، ثم تتوقفان ، وأثناء توقفهما ، ترى العينان مجموعة من الحروف ( حوالي 8-10 حروف) ، ثم تتحركان مرة أخرى لرؤية مجموعة تالية من الحروف ، والبالغ الذكي يقرأ من 3-10 كلمات في الثانية ، وتقل سرعة القارئ في القراءة إذا قل أيضاً إبصاره أو نقصت الإضاءة أو كان الموضوع صعباً ، والكلمات غريبة ، واللغة غير ملم تماماً بها.
وعينا الطفل تتحركان أسرع من عين البالغ ، وتريان في كل مرة تتوقفان فيها عدداً أقل من الحروف . ولذا يجب مراعاة ذلك عند طبع كتب الأطفال، فالحروف لابد أن تكون كبيرة ذات ألوان جذابة، مطبوعة على ورق جيد.
كما يجب توفير الإضاءة المناسبة للطفل أثناء القراءة وتوجيهه للوضع الصحي للجسم أثناءها وعدم ثني الظهر، أو تقريب الكتاب من العينين.
والقراءة _ في ظروف إضاءة مناسبة- لا تسبب أي إجهاد للعينين- أو احمرار فيهما أو صداع ، فإذا حدث ذلك للطفل فيجب استشارة الطبيب على الفور ، فقد يكون الطفل مصاباً بطول النظر أو قصره أو الاستغماتيزم كما قد يكون مصاباً بالحول أو الحول غير الظاهر .
والمفروض أن تراعي ظروف الإضاءة المناسبة في داخل الفصول الدراسية بالمدارس بحيث لايكون الضوء مبهراً أو خافتاً و أن تصنع المقاعد التي يجلس عليها الأطفال بحيث لا يضطر الطفل إلى الانثناء بجسمه أو رقبته على مكتبه مما يضر بناء جسمه وصحته وصحة عينه.
ومن الحالات النادرة عدم قدرة الطفل على القراءة بالرغم من سلامة إبصاره ، وعينيه ، وبالرغم من أن درجة ذكائه عادية أو فوق العادية ، يرجع السبب في ذلك إلى غياب قدرة المخ على استيعاب الكلمات المكتوبة وهذه الحالة تسمى (ديسلكسيا).
منقووووووول
تحياتي