إلى ابنتيَ القطيفية
عمر القصيدة ينيف على الثلاثة عشر عاماً ، ولكنها تُنشر الآن كدعوةٍ إلى ماراثون العفاف
يَـا ابنتـي جَـاءكِ « السـفـورُ » وَبَــاءَ يــتــحـــدَى الـصــديــقــةَ الـــزهــــراءَ
جـــاءكِ فـــي مـجـونـهِ وهـــوَ يــرنــو هـــالـــةً مــــــن عــفــافــكِ نــــــوراءَ
صـنـعــتــه يــــــدٌ تــمــنــت دهـــــــوراً أَنْ تــــــواريْ عــفــافــكِ والــحــيـــاءَ
هَالهَـا أنْ تـرى « القطـيـفَ » عفـافـاً فــاطــمــيـــاً وزيـــنـــبـــاً حـــــــــوراءَ
فـأتــت تـنـصــبُ « الـتـبــرجَ » فــخــاً ومِـــن الـشــرعِ قـــد كـسـتـهُ غـطــاءَ
في ظلالِ « القطيفِ » أقوى سلاحينِ عــلـــى الـكــفــرِ يــقــطــرانِ بــــــلاءَ
« العـفـافُ » الـــذي يـفـيـضُ حـيــاءً وَ « الــولاءُ » الــذي أبــى الإنحـنـاءَ
بـهـمـا تُــوجّــت فــصــارتْ تـضـاهــي بــثــراهـــا الـعــلــيــاءَ والـــجــــوزاءَ
وغــــدت لـلـتـشـيـع الــحـــقِ رمـــــزاً أبـــــديــــــاً وقـــــمــــــةً شـــــمــــــاءَ
سـيّـجـتْ قـلـبَـهَـا بــحــبِ « عــلــيٍ » وكـسـت جسـمَـهـا « الـبـتـولُ » رداءَ
وارتوت من دمِ « الحسينِ » فصارت ثـــــورةً تــلــهــم الــنــفــوس إِبَــــــاءَ
فمـتـى مــرَّ « مَــارِدٌ » فــي فـضـاهَـا نــثــرتــهُ فــــــي أفــقــهــا أشـــــــلاءَ
هـكــذا كـانــت « القـطـيـفُ » قـلاعــاً تــتــحــدى الــعــواصــفَ الــهــوجــاءَ
فأتـاهـا اللـصـوصُ فــي اللـيـلِ سِّـــراً وأغـــــــاروا فــغــادروهـــا هـــبــــاءَ
طعـنـوا عـفـةَ « القـطـيـفِ » فـمـاتـت وعليـهـا قــد أحـزنـوا « الـزهـراءَ »
يــا ابنـتـيْ هَــا بـريـقُ عيـنـيـكِ يـنـعـى إذ خــبــى حـيـنـمـا رفــعــتِ الـغـطــاءَ
كـــان ذاك الـبـريــقُ وهــــو مــصــانٌ يـتـحـدى حــتــى الـشـمــوس ضــيــاءَ
يــا ابنـتـيْ عـــادَ بـاهـتـاً مـــذ بذلـتـيـهِ فـأبــكــى عــيـــنَ الـعــفــافِ دمــــــاءَ
وتـبــاهــى الـلــصــوصُ إذ ســرقـــوهُ وبـعـيـنــيــكِ أشــعــلـــوا الـظــلــمــاءَ
يــــــا لـعـيـنـيــكِ مــاتــتــا فـنـهـضــنــا لـنـعــزي مــولاتـــكِ « الــحـــوراءَ »
يا ابنتيْ يا ابنـةَ القطيـفِ ومـا أسمـاكِ شــــأنــــاً إذا ذكــــــــرتُ الـــنـــســـاءَ
لـمـلـمـي مــجــدكِ الأثــيــلَ وعــــودي مــثــلَ مــــا كــنـــتِ عــفـــةً ونــقـــاءَ
واصنعي من عباءةِ « الطـفِ » تاجـاً تنحنـي الــروس وهــو يـأبـى انحـنـاءَ
لا تــمـــدي لــمـــن أضــلـــوكِ كـــفـــاً أنـتِ أمـضـى عـزمـاً وأقــوى مِـضـاءَ
لــســـتِ رجـعــيــةً ولــكـــنْ ســـــواكِ هــــنَّ مَـــــن عـــــادَ ركـبــهــنَّ وراءَ
لا تلينـي ف « زيـنـبٌ » بـيـن جنبـيـكِ تــــــــــدوّي صـــــلابـــــةً وإبــــــــــاءَ
في دروبِ « الزهراء » سيري بعـزمٍ وثــــبــــاتٍ لــتــرهــبــي الأعــــــــداءَ
إنَّ دربَ الـزهــراءِ بـوصـلـةُ الـهــديِ فـسـيــرِي عَــلــى خُـطَـاهــا اقــتـــداءَ